Social Icons

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

رسالة إلى البطرك من جريدة "المصرى اليوم" ولكم التعليق !

الثلاثاء 06.11.2012 - 11:37 م







 
حمدى *رزق* ‬
فى لحظة مبهرة قلّ أن يجود الزمان بمثلها، يلتئم شمل الكنيسة الأرثوذكسية بعد شتات، وتجتمع الأضداد بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا، وتسيم الكنيسة ابناً لها «تواضروس الثانى» بطركاً على كرسى «مارمرقس»، ويتعهد البابا كتابة وشفاهة بتعديل لائحة 57 المعيبة التى كادت تعصف بالكنيسة، آن الأوان لتفعيل مقولة «كنيسة الشعب»، تلك الأيقونة الخالدة التى ظلت طويلاً محفوظة فى زجاجة مسحورة، لا يتعاطاها الشعب إلا بإذن ربها البطرك.


الشعب الذى بكى حزناً يوم تنيح البابا شنودة الثالث، وبكى فرحاً يوم تنصيب البابا «تواضروس الثانى»، هل سيظل هكذا بكّاءً، حزيناً عليه لا يكفكف له دمع؟!، أليس من حقه أن يعرف معنى للبكاء، أن يشارك قليلاً فيما تتباكون عليه، فيما تقدمون عليه من هيكلة للكنيسة، وتغيير لوائحها؟! لماذا لا يُدعى الشعب ليسهم فى عصرنة كنيسته ولوائحها البالية، أليست كنيسة الشعب؟!


عدّلوا أنى شئتم، أكليروس وعلمانيين، مجتمعين، لائحة 57، ولكن لا تنسوا هذه المرة الشعب، وتذكروا جيداً أنها كنيسة الشعب، والكلمة الأولى والأخيرة للشعب، إن شاء فليؤمن بما تصنعون بالكنيسة، وإن شاء فليكفر بما تصنعون بالكنيسة، أنتم فئة من الشعب لستم الشعب، شعب الكنيسة أكبر من أن يُختصر ويُختزل فى جماعة الأكليروس «رجال الدين ولهم المقام»، والعلمانيين «ولهم الاحترام».


لابد من تنزيل مشروع اللائحة إلى الشعب من سماء البطريركية إلى أسفلت الشوارع ليشهدوا منافع لهم، انزلوا إليهم بما اتفقتم عليه وما اختلفتم فيه، غبروا أقدامكم إلى الكنائس، قوموا بتنوير الشعب يرحمكم الله، لا تتركوهم فى ظلمات الجهل الكنسى يعمهون، الشعب الأرثوذكسى لا يحتاج وصاية دينية كانت أو علمانية، الشعب شبّ عن الطوق، وشباب الكنيسة غادر الأسوار الكنسية وفتح بواباتها العتيقة يشارك الشعب الكبير ثورته على نظم بالية وقوانين أكل عليها الزمان وشرب، لماذا يشارك فى صناعة دستور البلاد ويُجنب صناعة لائحة الكنيسة؟ شراكة الشعب لن تنقض القداسة، بل تزيد اللائحة منعة وتحفظها من الأطماع.


لماذا لا تعرض لائحة 57 المعدلة - يقيناً جاهزة للعرض العام - لاستفتاء بين شعب الكنيسة؟ لماذا لا يُدعى شعب الكنيسة فى كنائسه للاستفتاء على اللائحة المقدرة، بـ«نعم» أو «لا»؟، لا تستكثروا على الشعب كنيسته، إذا الشعب يوماً قال رأياً فليستجب البطرك، قد يفتح الله على مسيحى فقير يصيد السمك برزق من الله يصوب الخطأ، ويُمتن المتون، ويطرز الحواشى، بعلم يعلم العلماء ويكشف الأدعياء، طوبى للأتقياء، ومن قول بولس الرسول: «احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه».


نقلا عن المصرى اليوم
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق